البوصلة

البوصلة 

البوصلة

البوصلة 

الجلوس في صمت و النوم مضطرب ..الحال لم يتغير ..اليوم يشبه الامس و الغد سيشبه لا محالا اليوم ..تتشابه ايامي كما تتشابه ايامك ..مازلت في ربيعي العشرين ..لكن احس أنه خريفٌ كما تحس كذالك ..بلا شك انك مثلي تماما ..تمضي الوقت بين جدران هذا العام الأزرق ..وقد تكون متصلا بحساب غير حسابك كما أفعل انا -فهذا ليس حسابي وليس إسمي- ..ولا شك انه من الصعب ان يجذبك مقال طويل لكي تقرأه ..بكل بساطة لأنك تعبت في البحث عن شيء يستحق اهتمامك ..تفكر الان في تحريك اصبعك نحو الاعلى كي تغير ما تقرأ..ولو كنت مكانك لفعلت يصديقي ..فهذا المقال ككل متقرأ طوال يومك ..لم يبقى شيء يدخل الفرحة في قلبك لدرجت انك تشك احيانا في سلامت مشاعرك ..سلام عليك فأنت في احسن الحال ..وكل ما في الامر ان عالمنا أصبح بئيسا وحتى الاشياء المفرحة ..ليست كذالك بالقدر الكافي كي تدخل الفرحة على قلب توالت عليه الصدمت .. اليوم انا في غرفتي ككل ليلة أعطي نفسي شحنة من الامل ..أقاوم الكآبة و الملل ..صعب ان تصنع بنفسك أمل في بلد كل ملامحه يأس ..أخاف من المستقبل و مما سيحمله عشرون سنة مضت ولا زلت أبحث عن موطأ قدم لي فهذا العالم..نعم يصديقي أعلم ان التفاؤل بالخير يجلب الخير ..وأعلم كذالك انا المستقبل بيد الله ..لكني في المقابل متأكد بأن السماء لا تمطر ذهبا ..وأنه يجب عليك و علي الاخذ بالاسباب..اين هي الاسباب؟..كيف تاخذ بالأسباب في بلد سؤال المليون دولار فيها هو أين الثروة ؟.. أخبروني عندما كنت صغيرا أن أدرس بجد كي أضمن مستقبلا سعيدا...ههه حسنا قد فعلت ..لكني لم ألتقي سعيدا بعد ..ولتقيت يوسف إنه صديق لي موجز فالاقتصاد و شهادة تقني متخصص إلتقيته في المقهى قبل مبارة اليوم ..كعادته في ركن المقهى يحتسي قهوته المرة كأيامه ..كل همه اليوم هو توفير ثمن القهوة المسائيه و علبة سجائر ..فقد الامل في وطنه ..كل كلامه عن الهجرة و فرصة عمل بعيدا عن ارضه التي صخطت عليه ..هو يضحك كثيرا نعم لكني أعلم أن ليله أشد ظلمت من ليلي ..فأنا مازلت طالباً على الاقل ..لم يرفضني وطني بعد ..واتجرع أحيانا نفحة امل في غدٍ مشرق . لكن سُرعان ما يتبادر الى ذهني سؤال ..لما سأكون افضل حال منه ؟ حتى انا والدي مجرد مواطنين عاديين يكافحان من اجل لقمة العيش